تكميل
  وفي أبي بكر: «إنه ليس من الناس أحد أَمَنَّ عليَّ في ماله ونفسه من أبي بكر بن أبي قحافة، ولو كنت متخذاً خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً، ولكن خلة الإسلام أفضل». أخرجه البخاري.
  وفي عمر: «لقد كان فيما قبلكم من الأمم ناس محدثون من غير أن يكونوا أنبياء، فإنْ يكن في أمَّتي أحد فإنه عمر». أخرجه البخاري ومسلم والترمذي.
  هذه الأحاديث رواها أهل السنة والجماعة، أما غيرهم فلم تصح عندهم، ولم يذكرها أئمتهم فيما رووه من حديث، إذن فهي محل نظر، فيحتمل أن تكون صحيحة، ويحتمل أن تكون غير صحيحة.
  وإن صحت فلا تدل على ما يدعيه أهل السنة والجماعة من الحصانة، فلكل ذي فضلٍ فضله، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم، ولكن ذلك مشروط بالاستقامة على التقوى حتى يلقى الله تعالى.
  أمَّا من هتك أستار التقوى، وتلطخ بكبائر العصيان - فلا حرمة له ولا كرامة، وهو عند الله من الخاسرين.
  ومن هُنا جاء عن الرسول ÷: «ليردن علي الحوض رجال ممن صاحبني حتى إذا رفعوا إلي اختلجوا، فلأقولن: أي رب أصحابي أصحابي، فليقالن لي: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك»، وفي رواية: فلا أراه يخلص منهم إلا مثل همل النعم.
  وأحاديث الذود عن الحوض لرجال من الصحابة كثيرة، تسعة أحاديث منها في مسلم، وثمانية في البخاري، وهو أيضاً مروي في غيرهما.