صحيح السنة بين أهل السنة والسنة،

لا يوجد (معاصر)

المسؤول الأول عن ظلم أهل البيت $

صفحة 89 - الجزء 1

  ثم جاء دور معاوية فطارد أهل البيت وأنصارهم، ومن اتصل بهم أشد المُطاردة، وقتلهم وحرمهم نصيبهم من الفيء، ومحا أسماءهم من دواوين المسلمين، ثم سن لعن علي وشتمه وسبه، وأمر بالبراءة منه، ومن أبى ضربت عنقه، كما حكت ذلك تواريخ المسلمين، من ذلك قتلهم للصحابي حجر بن عدي وأصحابه لَمَّا لم يرضوا بأن يتبرؤوا من علي #.

  وكانت شيعة علي مُرتكزة في همدان، فأمر معاوية بسر بن أرطأة فغزا اليمن، فقُتل من قبائل همدان أكثر من ثلاثين ألفاً في غزوته تلك، وسبى النساء كما تُسبى نساء المُشركين، وباعهم في رجوعه من اليمن في أسواق العرب حتى وصل دمشق، ذكر ذلك كثير من المؤرخين، منهم ابن عبد البر في الاستيعاب، وكانت هذه الواقعة في آخر عهد علي #.

  ثُم جاء دور يزيد، فقتل الحسين بن علي وأهل بيته وشيعته، وقتل مقتلة في أهل المدينة المنورة، وفعل المنكرات.

  ثم تعاقب بنو أمية على الملك والسلطان سائرين على هذا المنهج من القتل لأهل البيت وشيعتهم.

  ثم خلف بني أمية بنو العباس على سلطان المُسلمين، فساروا في الرعايا سيرة بني أمية، فلاحقوا أهل البيت وشيعتهم ملاحقةً شديدة، وقتلوهم تحت كل سماء.

  فمن هُنا ضعف مذهب أهل البيت، وقوي مذهب أهل السنة والجماعة، واشتدت شوكته، وانتشر في البلاد الإسلامية على قدر انتشار تلك الدول المُتعاقبة.