صحيح السنة بين أهل السنة والسنة،

لا يوجد (معاصر)

صورة مريبة لبعض كبار الصحابة

صفحة 93 - الجزء 1

  أبوبكر وعمر للاستيلاء على الخلافة وإن كان في ذلك ما كان.

  فإن قالوا: إنَّ الصحابة حين رأوا النبي ÷ في مرض شديد خافوا إن ساروا في ذلك البعث ثم يموت النبي ÷ وهم غائبون عن عاصمة الإسلام - أن يتدهور أمر الإسلام، وأن يغتنم المنافقون الفرصة.

  قُلنا: قال الله تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ..} الآية [الأحزاب ٣٦]، ولا يحتاج مثل هذا إلى الاستدلال، وتحرير القيل والقال، {وَأَطِيعُوا اللّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}⁣[الأنفال ١].

  هذا، وغرضنا فيما ذكرنا من أمر الصحابة أن نوضح المركز الحقيقي للصحابة؛ لأن أهل السنة والجماعة قد أفرطوا في الغلو، ونزلوا الصحابة المنزلة التي لا تنبغي إلا لله، وذلك أن أهل السنة والجماعة قالوا: لا يجوز ذكر الصحابة بعمل عملوه ولو فعلوا ما فعلوا من الجرائم والعظائم، وهذه المنزلة هي لله، فهو الذي لا يسأل عما يفعل؛ فأردنا أن نبين من تاريخ الصحابة ما يوضح الحقيقة، ومن السنة الصحيحة ما يبين سرف أهل السنة والجماعة، ويوضح غلوهم في تقديس الصحابة، وإن أغضَبْنَا أهل السنة والجماعة فلم نقل إلا الحق الذي وردت به السنن الصحيحة.

  فمن أغضبته تلك السنن النبوية على صاحبها وآله صلوات الله وسلامه فليس منا ولسنا منه، ولا حاجة لنا في مُناقشته