صورة مريبة لبعض كبار الصحابة
  ومحاججته، وإنما كلامنا هذا وخطابنا إلى الذين يُعظمون أوامر الإسلام، ويذعنون لما جاء عن رسول الله ÷، ثم لا يجدون في أنفسهم حرجاً مما قضى ويسلموا تسليماً.
  نعوذُ بالله من الهوى، ونسأله أن يُلهمنا التقوى، وأن يوفقنا إلى تعاليم الكتاب والسنة، وأن يعصمنا من فتنة التقليد.
  هذا، واعلم أنا قد تتبعنا ما يعتمد عليه أهل السنة والجماعة فلم نجد ما تطمئن إليه النفس. الذي وجدناهم استدلوا به من السنة: حديث: «ستفترق أمتي ...» إلخ، وفيه: «من كان على ما كنت عليه أنا وأصحابي»، وحديث: «لا تزال طائفة ...» إلخ، وهذان الحديثان لا يدلان على مدعاهم بأي وجه كما أسلفنا.
  وأما استدلالهم بأن مذهب أهل السنة والجماعة قد دان به السلف الصالح، ورأوه أعدل المذاهب وأفضلها، واتفقوا على التعبد به في كل عصر ومصر، وأجمعوا على عدالة أربابه، واجتهادهم وأمانتهم وورعهم وزهدهم ونزاهة أعراضهم، وعفة نفوسهم، وحسن سيرتهم، وعلو قدرهم علماً وعملاً - فهو لا يغني من الحق شيئاً؛ إذ لم يخرجوا بهذا من حيز الدعوى كما قدمنا.
  وقد أشرنا أيضاً فيما سبق إلى أن مذهب أهل السنة والجماعة كان وليد السياسة الأموية والسياسة العباسية، ولم يكن منبثقاً وناشئاً عن سُنة الرسول ÷، كما قدمنا من الاستدلال على ذلك.
  إذن فكل ما خالف سنة الرسول ÷ الصحيحة فلا قيمة له في دين الإسلام، ولا حرمة له، وإن دان به جماهير السلف والخلف.