صحيح السنة بين أهل السنة والسنة،

لا يوجد (معاصر)

معنى الصحة عند أهل الحديث

صفحة 16 - الجزء 1

  عليه، وقد ظنوا بصنيعهم هذا أنهم مجتهدون قد حرروا أنفسهم من ربق التقليد.

  وما دروا أنهم مغمورون بين ظلمات التقليد، وغارقون في بحار الإِمَّعات، فتراهم إذا تعارض الشيخان انحازوا مع البخاري، وإن عارضهما غيرهما انحازوا معهما، ومرة يقلدون ابن السكن، ومرة الحاكم، وأخرى ينضمون مع الهيثمي، وتارة مع أبي زرعة، وتراهم يقولون: قال فلان كذا، وأعلاه فلان، ووقفه فلان، وأرسله فلان، وقال فلان: الأصح فيه كذا، يسوقون ذلك مساق الأدلة، ويرددون كلمات قالها ناس مخصوصون، ليست أقوالهم حججاً، كقولهم: أصح كتاب بعد كتاب الله تعالى صحيح البخاري، ثم صحيح مسلم، ... إلخ.

  من أين أتت هذه الاحكام؟ فليست في كتاب الله ولا في سنة رسول الله ÷، ولا هي مما أجمعت عليه الأمة، ولاهي من القضايا العقلية الضرورية، نعوذ بالله من ضلال المقلدين!

معنى الصحة عند أهل الحديث

  وضع أئمة الحديث كتبهم بما فيهم البخاري ومسلم، وفتحوا المجال للناظرين، ولم يلزموا أحداً باعتقاد صحة ما صححوه، بل جمعوا من الأسانيد ما صح في أنظارهم.

  قال ابن الصلاح: ومتى قالوا: هذا حديث صحيح - فمعناه أنه اتصل سنده مع سائر الأوصاف المذكورة في حد الصحيح، وليس من شرطه أن يكون مقطوعاً به في نفس الأمر، وكذلك إذا قالوا: إنه