اختلاف الأمة
  ولكن هؤلاء المقلدين المتأخرين الذين غلوا في تقليد هؤلاء الأئمة اكتفوا بظاهر من القول، وقنعوا من الدليل بالاسم؛ فاكتفوا في معرفة السنة الصحيحة بأن أهلها سَمَّوها صِحاحاً، وكتبوا على ظهورها الجامع الصحيح، وخصوصاً في هذا الزمان المتأخر الذي توفرت فيه الكتب المطبعية وانتشرت، فهذا صحيح البخاري، وذاك صحيح مسلم، وتلك كتب السنن، وقرأوا فيها الأحاديث المسندة عن الرسول ÷ فظنوها سنة عن رسول الله ÷؛ مكتفين من الدليل بأن اسمها كتب السنة، فاغتروا بالأسماء، وظنوا أنهم هم أهل السنة، وفي الواقع أنهم من السنة بمراحل.
اختلاف الأمة
  أمة محمد ÷ طوائف: زيدية وشافعية وحنفية وحنبلية ومالكية وظاهرية وجعفرية وسنية أو (وهابية) كما يسميهم الناس، وإلى آخر ما في هذه الأمة من الطوائف، وكل فرقة من هذه الفرق والطوائف لها كتب في الحديث مسندة إلى النبي ÷ في كل كبير وصغير من أمر دينها.
  فأخبرني - أيها المتسنن - كيف العمل إذا اختلفت الطوائف في حديث من الأحاديث: فطائفةٌ قالت: إنه صحيح، وأخرى قالت: إنه ضعيف، وثالثة قالت: إنه موضوع، وأخرى قالت كذا، و ... إلخ، مَنْ مِن هذه الطوائف قوله الحق وما سواه باطل؟
  فإذا أجاب المتسنن وقال: إن قوله الحق، واستدل على ذلك بتصحيح البخاري ومسلم، فهل يا تُرى مادام البخاري ومسلم