شبهة
شبهة
  فإن قيل: إن أكثر أمة محمد ÷ مِن يوم مات النبي ÷ وإلى يومنا هذا بما فيهم جمهور الصحابة، وخلفاء الدولتين، وعلماء هذه الامة وزهادها المشهورون - كانوا لا يلتفتون إلى أهل البيت وأشياعهم، ونحن لم نأت بِدْعًا من الأمر، فقد سرنا على الطريق الذي سار عليه سلف هذه الامة، وأهل البيت وإن ورد فيهم ما ورد من السنة، فقد كانوا مشردين، وعلماء السنة وأئمتها كانوا لا يأخذون عنهم ولا عن أشياعهم؛ لسوء عقيدتهم، وقولهم بالقدر، وتقديمهم عليًّا على المشائخ؛ ومَن كان كذلك فلا يجوز الاعتماد عليه، ولا قبول روايته.
  والزيدية كذلك، فلا يحل لنا الأخذ عنهم حتى يعودوا إلى مذهب السنة والجماعة، فمن هنا فقد أخذنا أحكام الدين وسنة سيد المرسلين من عظماء المسلمين المشهورين بالعلم والورع والحفظ والإتقان وكثرة الأتباع، الذين طار صيتهم في الآفاق، واشتهروا بسلامة عقيدتهم، وتنزههم عن عقائد الروافض، وحسن ظنهم بصحابة الرسول ÷، وقد قال الله تعالى: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ}[آل عمران ١١٠]، وقال تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ ...} الخ الآية [البقرة ١٤٣]، وقال ÷: «خير القرون قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم»، وقال ÷: «لن تجتمع امتي على ضلالة» «إن يد الله مع الجماعة، ومن شَذَّ شذ في النار»،