نداء السنة
  والشيخان وإن كان لهما ما لا يخفى من المكانة عند جماهير المسلمين سلفاً وخلفاً، إلا أنه لا سواء مكانة الرسول ÷ ومكانة صاحبيه؛ فالرسول ÷ لا ينطقُ عن الهوى، إن هو إلا وحيٌّ يوحى، فكان معصوماً من أن يفعل أو يقول غير الحق، وصاحباه ليسا بمعصومين؛ فلا يجوز ترك السنن المعلومة الصحيحة عند علماء المسلمين من أجل المحافظة على سلامة فعل الشيخين أو غيرهما ممن لم تثبت له العصمة.
نداء السُّنَّة
  قال تعالى: {وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً ٣٠}[الفرقان]، وقد هجرت السنة أيضاً يا رسول الله، {أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ}[البقرة ٨٥].
  وكأني بمن يدعي السنة وينتسب إليها يقول: هذا سب للصحابة، هذه أقوال الرافضة وأقوال الشيعة، ولكن لا تهمنا هذه الشتائم، الذي يهمنا هو الاهتمام بطاعة الله وطاعة رسوله، فحين سمعنا آية التطهير وآية المودة وحديث الثقلين، وأحاديث كثيرة من السنة تُحَتِّمُ علينا حبَّ آل الرسول ومُتابعتهم - عملنا بذلك، رضي من رضي، وغضب من غضب، ونقول لهؤلاء: الحقُّ أكبر من الصحابة، والحق أحق بالاتباع.
  قالوا: قد استقر رأي المسلمين على السكوت عما جرى بين الصحابة.