السكوت
  قلنا في الجواب: قد أخذ الله على المؤمنين أن يقولوا الحق على الإطلاق، فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ}[النساء ١٣٥]، وقال النبي ÷ في حديثٍ مشهور: «والله لو أن فاطمة بنت محمدٍ سرقت لقطعت يدها»، وفي كلام لعلي # قاله لبعض المسلمين: (والله لو أن الحسن والحسين فَعَلا مثل الذي فَعَلْتَ لَمَا كان لهما عندي هوادة، ولا ظَفِرَا مني بإرادة حتى آخذ الحق منهما ...) الخ.
  وكم في القرآن والسنة من أمرٍٍ بقول الحق، وحثٍ على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقد لُعن بنو إسرائيل على سكوتهم عن ذلك، وقد أهلك الله قوم صالح جميعاً حين عُقرت الناقة - والعاقر واحد - لَمَّا رضوا بذلك وسكتوا.
  وبعد، فإنه لم يسكت المسلمون في القرن الأول ولا الثاني، بل جعلوا ذكر علي # بالشتم واللعن سُنَّةً في خُطبة الجمعة والعيدين، نعوذُ بالله من العمى والضلال، فما سكت خير القرون ولا القرن الذي يليه.
السكوت
  السكوت على المُنكر ليس من مذاهب الإسلام وشرائع المِلَّةِ، بل هو مذهب الذين لُعنوا على لسانِ داوُد وعيسى بن مريم، و {.. ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ ٧٨ كَانُوا لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ٧٩} ... الآية [المائدة].