دعاية وترويج
  وأما قولهم: إن هذا سبٌّ للصحابة.
  قلنا: بل ذلك عملٌ بالسنن، وتطبيقٌ لوصايا الرسول ÷ التي أجمعت على صحتها طوائف المسلمين، وخشينا إن رضينا بما فُعِلَ بفاطمة، ودافعنا عن فاعله - خشينا حينئذٍ أن نُشاركهم فيما فعلوا؛ لأنه من رضي عمل قوم أشرك في عملهم، فنستحق حينئذٍ الوعيد الغاضب في قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً ٥٧}[الأحزاب].
  فقد استندنا فيما ذهبنا إليه إلى نصوص النبي ÷ التي لا شك في صحتها، وإلى نصوص القرآن، ولم نرَ بُدًّا من العمل بذلك أو الكفر بما أنزل على محمدٍ ÷؛ فرأينا العمل بذلك أولى بنا من الكفر وإنْ سخط الغلاة في الصحابة.
  وقد قال الله تعالى لنبيه ÷: {وَلاَ تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّاناً أَثِيماً ١٠٧}[النساء]، {وَلاَ تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيماً}[النساء ١٠٥].
  مع أنّا لم نُهمل النظرَ في النصوص التي جاءت في فضل الصحابة، ولم نرَ ما تطمئنُّ إليه النفس، وسنذكر إن شاء الله فيما بعد بحثاً في هذا الشأن.
دعاية وترويج
  سب الصحابة كلمةٌ يُطلقها المُتسننون غالباً على الذين يُعلنون الحق ويتمسكون بالصدق، ويطبقون النصوص الصحيحة؛ وذلك من أجل تشويههم بين العامة، وذلك أنَّ العامة يتصورون