فلا تزكوا أنفسكم
  وروي عن أسامة بن زيد، قال: أشرف النبي ÷ فقال: «هل ترون ما أرى؟» قالوا: لا، فقال: «إني أرى مواقع الفتن خلال بيوتكم كمواقع القطر». متفق عليه.
  وقال ÷ للأنصار: «إنكم ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني». متفقٌ عليه.
  وقال ÷: «ويح عمار، تقتله الفئة الباغية، يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار». أخرجه أحمد.
  فكل هذا الأحاديث والسنن تدل على خلاف ما يدعيه أهل السنة من الغلو، وتصحح أيضاً مذهب أهل البيت والزيدية أن الصحابة كغيرهم، وأنهم معرضون للفتنة، وأن فيهم الشقي وفيهم السعيد.
فلا تُزكّوا أنفسكم
  الذي يظهر أن أهل السنة مُعجبون بأنفسهم غاية الإعجاب، فلا نراهم يلتفتون إلى أي دليل، قد رضوا عن أنفسهم، وحكموا لها بالهدى والتقوى والإيمان، وحكموا لهم بالطهارة من الشرك والضلال والبدع، واعتقدوا أنهم على مثل ما كان عليه النبي ÷ والصحابة، وأنهم طائفةُ الحق الظاهرة، ثم حكموا على من خالفهم بالضلال، وسموهم روافض وقدرية ومشركين ومبتدعين.
  فإن قلت: كيف حصلت هذه العقيدة المتمكنة في نفوسهم؟ وكيف راجت وانتشرت، في حال أن نصوص الصحاح المُتكاثرة تهدم تلك العقيدة، وآيات القُرآن تنادي بزيفها؟