تفصيل وتوضيح
  الجواب والله الموفق: أن مذهب أهل السنة والجماعة قد حظي بدعم الدول الإسلامية المُتعاقبة على طول التأريخ، مما أدى إلى توسع هذا المذهب وانتشاره، وعمومه في البلاد الإسلامية، فعمَّ عموم السلطان، هذا في حين أن تلك الدول المُتعاقبة كانت تنظر إلى المذهب الزيدي نظر العدو إلى عدوه، فبلغت مجهودها في القضاء عليه، وطمس صورته، ومحو ذكره، فبالغت في مُطاردته ومُلاحقته؛ مما أدى إلى غيابه عن الساحة.
  وبعد، فإن الطبيعة البشرية من شأنها العناد والفسوق، فلا يحتاج ذلك إلى تعليل، قال تعالى: {وَمَا وَجَدْنَا لأَكْثَرِهِم مِّنْ عَهْدٍ وَإِن وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ ١٠٢}[الأعراف]، وفي الحديث: «لتحذون حذو بني إسرائيل ... إلخ»، بالإضافة إلى ما للحسد والهوى من دور في تأسيس تلك المذاهب.
تفصيل وتوضيح
  المذهب الزيدي حقيقته ومعناه: محبة أهل البيت ومُناصرتهم، والاقتداء في أحكام الدين بهم، وقد حكى لنا التاريخ مُعاملة الخلفاء لأهل البيت ولمحبيهم: من الهضم لمكانتهم، والحط من معنوياتهم التي كان النبي ÷ قد تبناها لهم، وكم في كلام أمير المؤمنين # من التشكي من ذلك والتظلم، كما في خُطبه في نهج البلاغة مثل قوله في الشقشقية: (أما والله لقد تقمصها ابن أبي قحافة، وإنه ليعلم أن محلي منها محل القطب من الرحى ...) إلى أن قال: (فصبرت وفي العين قذى، وفي الحلق شجى، أرى تراثي