المسؤول الأول عن ظلم أهل البيت $
  نهباً ... إلخ)، ومثل قوله في النهج أيضاً: (اللهم إني أستعديك على قريش ومن أعانهم، فإنهم قطعوا رحمي، وصغروا عظيم منزلتي، وأجمعوا على مُنازعتي أمراً هو لي ... إلخ). وحين قال له قائل: إنك على هذا الأمر يا ابن أبي طالب لحريص، فقال #: (بل أنتم والله أحرص، وإنما طلبت حقًّا لي، وأنتم تحولون بيني وبينه). وقوله #: (فو الله ما زلت مدفوعاً عن حقي، مستأثراً عليَّ منذ قبض الله نبيه ÷ حتى يوم الناس هذا). وقال # في كتاب كتبه إلى أخيه عقيل: (فجزت قريشاً عني الجوازي، فقد قطعوا رحمي، وسلبوني سلطان ابن أمي)، وقال #: (فنظرت فإذا ليس لي معين إلا أهل بيتي فضننت(١) بهم عن الموت، وأغضيت على القذى، وشربت على الشجى، وصبرتُ على أخذ الكظم، وعلى أمر من طعم العلقم).
المسؤول الأول عن ظلم أهل البيت $
  والذي يظهر أن الخلفاء هم الذين فتحوا الطريق إلى ظلم علي # وأهل بيته، ولولا ما فعله المشائخ لم يجرؤ معاوية بن أبي سُفيان على منازعة علي ومطاولته ومعاوزته، فقد كنسوا الطريق، وأزالوا العوائق من أمامه، وهذه هي المرحلة الأولى التي مر بها أهل البيت.
(١) ضننت - بالكسر -: بخلت. وأغضيت على كذا: غضضت طرفي. والشجى: ما يعترض في الحلق. والكظم - بفتح الظاء -: مخرج النَّفَس. شرح النهج