لماذا وهل وكيف في معرفة الحق من الزيف،

لا يوجد (معاصر)

الحرب الباردة بعد موت الرسول ÷

صفحة 138 - الجزء 1

  ٩ - لما مات النبي ÷ كانت قريش قد دخلت في الإسلام كرهاً، وكان لها ثقلها بعد موت النبي ÷ من عدة نواح:

  ١ - من حيث كثرة عددها.

  ٢ - من حيث قرابتها بالنبي ÷، فلم يكن لأحد من قبائل العرب ما لها من القرابة بالنبي ÷.

  ٣ - مكانتها التأريخية عند العرب؛ لذلك سيطرت قريش بعد موت النبي ÷ على الأمر، واستولت على الحل والعقد، وكانت قريش تكره علياً أشد الكراهة؛ لأنه ما من بيت في قريش إلا وقد قتل فيهم في حروب النبي ÷ مع قريش، مما اضطر الخلفاء إلى النزول تحت رغبتهم فأبعدوا علياً وبني هاشم عن أي عمل أو دور في أعمال الخلافة، وقربوا رجالات قريش، وأعطوهم الأعمال.

  والدليل على أن الأمر بعد موت النبي ÷ صار بيد رجال قريش وتحت سيطرتهم: أن الأنصار الذين نصروا النبي ÷، وأقاموا بسيوفهم دولة الإسلام، وقهروا بجهادهم المشركين، ونشروا الإسلام - مات ذكرهم مع موت النبي ÷، وأبعدتهم قريش وهمشتهم، بل إن قريشاً بعد موت النبي ÷ سلطت شعراءها على هجو الأنصار وذمهم، بل إن قريشاً قتلت سيد الخزرج سعد بن عبادة غيلة.

  وصدق الرسول ÷ حين قال للأنصار كما في الصحاح: «ستلقون بعدي أثرة» فحقاً لقد استأثرت قريش بالأمر غاية الأثرة، وحرمتهم من أي إحسان، وإذا تكلم الرجل الأنصاري في أمر يقول له القرشي: اسكت ما أنت وهذا، دع قريشاً تفعل أو تقول أو تختار ما تشاء.

  ١٠ - حين بويع علي بالخلافة قامت قريش لحربه في البصرة يوم الجمل بقيادة عائشة وطلحة والزبير مع جموع البصرة، ولم يحمل قريشاً على حرب علي إلا الكراهة له، ثم قامت لحربه مرة أخرى مع معاوية.