تصنيف المنافقين
  ٨٩٤ - أم أن إهانة الصحابة كانت حلالاً، ثم حرمت؟
  ٨٩٥ - هل يجوز للمحلل المتفرس في تاريخ الصحابة بعد موت النبي ÷ أن يقول: إن المنافقين الذين حذر الله منهم، وقال فيهم: {هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ}[المنافقون ٤] أن يقول: إنهم شكلوا تحالفاً مع الخلفاء وشكلوا دولة أعطى فيها الخلفاء للمنافقين مطالب مقابل الدعم والنصرة، ويستند المحلل المتفرس إلى:
  ١ - إبعاد الأنصار من دولة الخلافة، فلا يعطون فيها أي منصب، ويُحْرَمون من القيام بأي دور، أي: أنهم يهمشون تماماً. وهكذا كان الواقع التاريخي، بل إنهم بعد ذلك الحقوهم على ألْسِنة الشعراء من قريش الذم والسب والهجاء، وفي ذلك شفاء غيض المنافقين؛ لأن دولة الإسلام ونبي الإسلام قامت بسيوف الأنصار، وانتعشت شريعة القرآن بسواعدهم، وصار للإسلام دولة وهيبة بحسب نياتهم وصدق ثباتهم مع نبيهم وشدة شكيمتهم في نصرته ÷، وثبتوا معه ÷ ثبوت الجبال الرواسي، وصبروا وصابروا، ورابطوا وجاهدوا وأنفقوا وآثروا و ... الخ، فبتهميش الأنصار وإهانتهم يكون المنافقون قد أدركوا بعض ثأرهم.
  ٢ - إبعاد بني هاشم وأهل البيت وإهانتهم، وفي ذلك شفاء غيض المنافقين لأن النبي ÷ منهم، وهم وإن لم يشفوا غيظهم من النبي ÷ ففي أهل بيته ما يشفي غيظهم، وقد حصل هذا المطلب فقد نزع أبو بكر وعمر فدكاً من تحت يد فاطمة بنت الرسول ÷ وقد كان رسول الله ÷ أعطاها نحلة لها في حياته، وقد رد الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز فدكاً إلى أولاد فاطمة حين رد مظالم الخلفاء من قبله، وتمَّ تهميش بني هاشم وإبعادهم من الخلافة تماماً.
  ٣ - تهميش وإبعاد السابقين ذوي الأقدام الراسخة في نصرة النبي ÷