الصحابة
  ١٥ - ألم تعلموا أن النبي ÷ قطع يد سارق الصحابة، ورجم زانيهم المحصن، وجلد زانيهم البكر، وأقام فيهم الحدود، فكيف يكون ذلك وهم من جملة الصحابة الذين أثنى الله تعالى عليهم في القرآن؟
  ١٦ - وقد روى البخاري: كاد الخيران أن يهلكا أبو بكر وعمر حين رفعا أصواتهما فوق صوت النبي ÷، فنزلت: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ}[الحجرات: ٢]، وقد حكى الله عصيان الكثير من الصحابة في القرآن، من ذلك قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَالَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ}[التوبة ٣٨]، واستنكر الله على المؤمنين سماعهم للمنافقين: {وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ}[التوبة ٤٧]، وقال مستنكراً عليهم انقسامهم بالنسبة للمنافقين: {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ}[النساء ٨٨]، فهل في ذلك تكذيب للممادح العامة للصحابة؟
  ١٧ - وهل من الممكن أن يكون القرآن متناقضاً يكذب بعضه بعضاً؟
  ١٨ - وهل من الممكن أن يقع الكثير من الصحابة في المعاصي على عهد الرسول ÷، ثم إذا مات الرسول ÷ يستحيل عليهم الوقوع فيها؟
  ١٩ - وهل من الممكن أن يجوز ذمهم على المعاصي التي يرتكبونها على عهد الرسول ÷، ولا يجوز ذمهم على المعاصي التي يرتكبونها بعد موته؟ وهل ذمهم في عهد الرسول ÷ لا يكون تكذيباً لممادحهم القرآنية، ويكون ذمهم بعد موت الرسول ÷ تكذيباً للممادح القرآنية؟ فما هو الفرق بين العهدين؟ وما هو الدليل الذي تستندون إليه في ذلك؟
  ٢٠ - وما هو الدليل الذي ينص على أن توجيه الذم إلى أبي بكر وعمر وعثمان ومعاوية يكون تكذيباً لنصوص القرآن، دون غيرهم من الصحابة فإنه لا يكون تكذيباً؟