[استطراد في ذكر الصحابة]
  ٥١ - أو ليس قد قال تعالى في فاسق الصحابة مخاطباً للنبي ÷ وللمؤمنين من الصحابة: {إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ٦}[الحجرات]؛ فسمى تعالى خبر الفاسق من الصحابة جهالة تعقبها ندامة، وقد نزلت هذه الآية في الصحابي الفاسق الوليد بن عقبة بن أبي معيط بالإجماع بين أهل السنة والشيعة، والوليد هذا هو أحد ولاة عثمان على العراق؛ فهل من المعقول أن تحفظ شرائع الله وسنن نبيه وتنقل إلينا بالجهالات التي تعقبها الندامات؟
  ٥٢ - وهل من الممكن أن يحثنا الله ورسوله ÷ إلى التدين والتمسك بالجهالات التي تعقبها الندامات؟
  ٥٣ - وهل من الممكن أن يحذرنا الله تعالى من الاعتماد على خبر الفاسق، ثم نعتمد عليه في نقل السنن ونزكيه؟
  ٥٤ - هل حرمتم ومنعتم من ذكر معاصي الصحابة ولا سيما أبو بكر وعمر وعثمان ومعاوية بالذكر الكاذب، أو بالذكر الصادق؟
  ٥٥ - أليس الذكر الكاذب محرماً بنص القرآن وإجماع المسلمين، وتحريمه عاماً في الصحابة وفي غيرهم؟ فلم خصصتم الصحابة بذلك الحكم؟ وفي أي كتاب أو سنة حرم الله الصدق؟ وبأي دليل يحرم القول بالحق والصدق في بعض المكلفين دون بعض؟
  ٥٦ - أفليس في تحريمكم لذكرهم إلا بخير ومغالاتكم في المنع منه حتى جعلتموه من أصول العقيدة - ما يدل على أن لهم أعمالاً يستحقون عليها المقت والذم؟!
  ٥٧ - أَوَلا يدل ذلك على الإجماع والاتفاق بيننا وبينكم على أنهم ارتكبوا ما يذم عليه ويُمقَت؟