المرحلة الثانية من التفكير
المرحلة الثانية من التفكير
  بعد التصديق بأن هذه المُحْدَثَات قد أحدثها مُحدِثٌ، فإن العقل حتماً ينتقل بتفكيره إلى الخالق الذي أحدثها فيؤمن ويُصَدِّقُ بأنه:
  - موجود؛ لأنه لا يقبل العقل بخالق معدوم.
  - حيٌّ؛ لأن الفعل لا يصدر من ميت بالضرورة.
  - قادرٌ؛ وذلك لأن الفعل لا يصدر من عاجز.
  - عالِمٌ؛ وذلك أنَّ الفعلَ المُحْكَمَ المُشْتَمِلَ على غاية الإحكام والإتقان لا يصح ضرورةً من جاهل.
  فكلُّ هذه الصفاتِ يؤمنُ بها العقلُ، ويُصَدِّقُ بها، ولا يَحتاجُ العقلُ في الإيمان بها إلى تكرير النظر، بل يكفي النظر الأول، فتحصل هذه الصفات الأربع بالتبع للنظر الأول.
  فإذا عرف العقل أنه لا بُدَّ لهذا المحدَث من فاعل - عرف أن هذا الفاعل متصف بهذه الصفات الأربع ضرورة.
وهو بكل شيء عليم
  إتقان المخلوقات وتقديرها على ما تقتضيه الحكمة والمصلحة، وتقدير الأرزاق للحيوانات، وحفظه لها، وهدايته لها إلى مصالحها، كل ذلك يدل على إحاطة علم الخالق بكل شيء، وكذلك فإنك ترى إتقان الخلق وإبداعه في كل ورقه، وفي كل زهرة، وفي كل شجرة، وفي كل ثمرة، وفي خلق كل دابة،