مسائل الخلاف بين المذاهب الإسلامية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

أطفال الكفار الذين يموتون قبل التكليف

صفحة 98 - الجزء 1

  ٢ - جاء النص من الله تعالى بخلاف ما يقوله أهل السنة فقال سبحانه: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}⁣[فاطر: ١٨]، أي لا تحمل نفس ذنب نفس أخرى.

  ٣ - ثبت بالاتفاق أن القلم مرفوع عن الصبي حتى يبلغ، ومعنى رفع القلم أنه غير مؤاخذ، وأنه في حل مما يفعل، ولو كان الأمر كما يقوله أهل السنة لكان القلم غير مرفوع عنه بسبب أنه يكتب عليه من حين خروجه من بطن أمه ذنوب أبويه من الشرك والكفر و ... إلخ.

  قال أهل السنة: إن الله سبحانه وتعالى {لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ}⁣[الأنبياء: ٢٣]، فله أن يعذب الأطفال من غير جرم، ويكون ذلك منه عدل وإحسان، والله تعالى لا يقبح منه قبيح، {يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ ١٨}⁣[الحج]، و {يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ ١}⁣[المائدة].

  الجواب على أهل السنة:

  أن الله تعالى قال: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ}⁣[النساء: ٤٠]، وغير ذلك مما تمدح فيه بنفي الظلم عن نفسه، ولا شك أن لكلمة الظلم معنى مفهوماً في لغة العرب، والله سبحانه وتعالى أنزل القرآن بلغتهم: {قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ}⁣[الزمر: ٢٨].

  وحينئذٍ فلا شك أن إحراق الأطفال الرضع وتحريقهم بالنار من أصدق مفاهيم كلمة الظلم الذي تمدح الله بنفيه عن نفسه.