مسائل الخلاف بين المذاهب الإسلامية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

الخلود في الآخرة

صفحة 100 - الجزء 1

  بعدما امتحشوا وصاروا فحماً وحمماً فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل» وغير ذلك من الأحاديث.

  ٣ - قوله تعالى: {النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ}⁣[الأنعام: ١٢٨]، فقالوا: إن الاستثناء يشعر بالخروج من النار، والكفار محكوم عليهم بالخلود باتفاق فيكون الخروج حينئذ محكوم به لمرتكب الكبائر غير التائب من المسلمين.

  ٤ - قوله تعالى: {فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ}⁣[آل عمران: ١٨٥]، فقالوا: إن في هذه الآية إشعار بالخروج من النار.

  ٥ - وقالوا: إن المعصية متناهية في قدرها وزمانها فيجب أن يكون جزاؤها متناهياً في قدره وزمانه تحقيقاً للعدل.

  هكذا يقول أهل السنة ويحتجون لمذهبهم.

  مذهب العدلية:

  أما العدلية فذهبوا في هذه المسألة إلى أن من ارتكب المعصية الكبيرة ومات مصراً عليها غير تائب - فإنه خالد في النار ومعذب فيها أبد الآبدين، لا يخرج منها.

  واستدلوا على ذلك بأدلة:

  ١ - قوله تعالى في آخر آية المواريث من سورة النساء بعد أن فصل تعالى حدود المواريث ووزعها على أهلها: