[المقاولات في هذه المسألة بين الفريقين]
  العدلية:
  عهد الله تعالى وبيناته في القرآن والسنة غير واضحة ولا مستبينة، بل لا عهد ولا بينة على الإطلاق، والنصوص والبينات الواضحة هي مع خصومكم.
  أهل السنة:
  النصوص التي تستدل بها العدلية هي إما عامة تخصصها الأدلة التي نحتج بها من الكتاب والسنة، وإما خاصة نتأولها للجمع بين الأدلة، فآية القاتل يراد بالخلود الوارد فيها من يتعمد ذلك مستحلاً - وذلك للجمع بين الأدلة.
  العدلية:
  متمسكاتكم ضعيفة وغير صريحة لوضوح تفسيرها بغير ما تقولون كقوله تعالى: {فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ}[آل عمران: ١٨٥]، فإن ذلك واضح يراد به الزحزحة بترك الأعمال الموجبة لدخول النار، واستبدالها بالأعمال الصالحة المتسببة لدخول الجنة، ولهذا الغرض جاء بها الله تعالى في القرآن حاثاً لعباده ومرغباً لهم في سلوك طريق السلامة، ومن هنا قال في آخرها: {وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ١٨٥}[آل عمران].
  وقوله تعالى: {قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ}[الأنعام: ١٢٨]، آية مكية نزلت لوعيد المشركين، ولا خلاف في