مسائل الخلاف بين المذاهب الإسلامية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[المقاولات في هذه المسألة بين الفريقين]

صفحة 104 - الجزء 1

  خلودهم في النار، وهذا مع أن الآيات التي نستدل بها نحن العدلية آيات مدنية نزلت خصوصاً لوعيد المؤمنين المرتكبين للكبائر.

  أهل السنة:

  الآيات القرآنية وإن كانت محتملة وغير صريحة في إفادة المطلوب - فإن لنا أدلة من السنة صحيحة وصريحة، والسنة مبينة للكتاب لقوله تعالى: {لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ}⁣[النحل: ٤٤]، والأحاديث كثيرة مخرَّجة في الصحيحين، وقد تقدم بعضها.

  العدلية:

  لا حجة فيما ذكرتم من الحديث وإن كان مخرجاً في الصحاح، وذلك لتفردكم بروايته من دون سائر الفرق الإسلامية، وإنما يصح الاحتجاج في هذا الباب وما أشبهه بالحديث الذي يجمع على روايته وصحته جميع الطوائف الإسلامية، وحينئذ فلم يبق لكم من الحجة في هذا الباب إلا الآيات، وهي غير صريحة ولا مفيدة.

  أهل السنة:

  يدل على صحة ما ذهبنا إليه من الخروج من النار إجماع الجم الغفير من سلف هذه الأمة وخلفها، لا يعرفون غير ذلك ولا يدينون بغيره في جميع الأمصار والأعصار إلى اليوم، {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ}⁣[الأنعام: ٩٠].