مسائل الخلاف بين المذاهب الإسلامية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[المقاولات في هذه المسألة بين الفريقين]

صفحة 105 - الجزء 1

  العدلية:

  إجماع من ذكرتم ليس بدليل، إنما الدليل إجماع كل الأمة، ومن ذكرتم ليسوا كل الأمة، وإنما هم بعض الأمة، وكثرتهم لا تدل على أن الحق معهم بدليل قوله تعالى: {وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ١٣}⁣[سبأ]، {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ}⁣[ص: ٢٤]، {وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ}⁣[الأنعام: ١١٦]، ونحو هذه الآيات مما ذم الله تعالى فيها الكثرة ومدح القلة.

  أهل السنة:

  المعصية متناهية في قدرها وزمانها فيجب أن يكون جزاؤها متناهياً في قدره وزمانه؛ تحقيقاً للعدل الإلهي، ودفعاً للظلم الذي تنزه الله تعالى عنه.

  العدلية:

  بما أنكم قد احتججتم بهذا الاحتجاج فإنا نورد عليكم نفس الاحتجاج فنقول: المعصية متناهية في قدرها وزمانها وحينئذ فيجب خروج الكافر والمشرك من النار بعد أن يجازى فيها على قدر معصيته! وذلك تحقيقاً للعدل الإلهي ودفعاً للظلم الذي تمدح الباري جل وعلا بنفيه عن نفسه، وأنتم معاشر أهل السنة توجبون الخلود للكافر والمشرك في نار جهنم.