مسائل الخلاف بين المذاهب الإسلامية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[المقاولات في هذه المسألة بين الفريقين]

صفحة 106 - الجزء 1

  أهل السنة:

  الكافر والمشرك قد جاء النص القاطع بخلوده في النار، وعدم خروجه منها، وأجمع العلماء على ذلك، والفاسق لم يأت فيه نص بالخلود ولم يحصل إجماع، ولو لم يأت في الكافر نص ولا إجماع لصح لنا أن نقول فيه مثلما قلنا في الفاسق.

  العدلية:

  نعم الكبيرة معصية محدودة إذا قسناها بمقياس عقولنا، ومقدرة محدودة إذا قدرناها بمقاديرنا نحن البشر.

  غير أنها عند الله ليست مقدرة ولا محدودة، وقد صور لنا سبحانه وتعالى عظمة بعض المعاصي فقال سبحانه وتعالى: {أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا}⁣[المائدة: ٣٢]، فانظر كيف صور الله تعالى لنا عظم قتل النفس بصورة لا تستوعب أفهامنا الضعيفة الإحاطة بصورتها.

  ولا شك عند العقل أنا لو فرضنا أن أحداً قتل الناس جميعاً في هذا العصر وأباد النوع الإنساني تماماً لاستحسن العقلاء تخليده في السجن الأبدي والعذاب الدائم.

  ولو فرضنا أن أحداً قتل الناس جميعاً منذ آدم إلى يوم القيامة لحكم عليه العقل بذلك الحكم من غير تردد.