[المقاولات في هذه المسألة بين الفريقين]
  معصية الزنا: وهذا مثال آخر: الزنا معصية محدودة بزمن قصير وجريمة مقدرة بمقدار محدد عند مقياس العقول البشرية، غير أن جريمة الزنا في الواقع هي أكبر وأطول وأبعد حدوداً مما يتصوره المتصورون، فإنه يترتب على المرة من الزنا مفاسد ومآثم بعيدة المدى، فولد الزنا تكون طبيعته شريرة يميل إلى الشر والآثام والفساد في الأرض، وكذلك ما تناسل منه إلى أن ينقطع النسل، فبسبب ذلك يحصل في الأرض مفاسد عظيمة وشرور وآثام غير منقطعة ولا محدودة من القتل والظلم والبغي والفواحش.
  وبهذا يتبين لنا أن حدود جريمة الزنا ليست بتلك التي قد نتصورها وإنما هي أبعد وأوسع وأعظم، فولد الزنا كما قدمنا يميل بطبيعته إلى الشر الذي منها القتل، وقد قدمنا الصورة الحقيقية لجريمة القتل.
  وهكذا سائر الكبائر التي توعد الله تعالى عليها بالخلود في النار كالربا والفرار من الزحف وعقوق الوالدين و ... إلخ.
  وقد صور النبي ÷ لأمته معصية الربا، ففي الحديث: «والله لدرهم من ربا أشد عند الله تعالى من أن يزني الرجل بأمه ثلاثة وثلاثين زنية تحت ميزاب الكعبة، وإن أربى الربا استطالة الرجل في عرض أخيه ...» أو كما قال.