مسائل الخلاف بين المذاهب الإسلامية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[المقاولات بين الفريقين في هذه المسألة]

صفحة 115 - الجزء 1

  الفاسق مرتضى من جهة الإيمان والعمل الصالح بخلاف الكافر فإنه ليس بمرتضى أصلاً لفوات الإيمان الذي هو أصل الحسنات.

  ومعنى: (اجعلنا من أهل الشفاعة) على تقدير المعاصي، أي: إذا عصينا فاجعلنا من أهل الشفاعة.

  العدلية:

  لو كانت الشفاعة لأهل الكبائر الذين ماتوا غير تائبين - لكانت إغراءً من الله تعالى ومن رسوله للمسلمين بارتكاب الكبائر والإصرار عليها، مما يؤدي إلى فتح باب القتل بين المؤمنين، وسفك دمائهم، وبغي بعضهم على بعض، وانتشار فواحش الزنا واللواط واختلاط الأنساب، وكثرة جرائم السرقات والتلصص وقطع الطرق، وعموم الخوف والفوضى وإقلاق الآمنين، و ... إلخ.

  ولا شك أن الله تعالى ورسوله ÷ منزه عن الدعوة إلى ذلك أو التسهيل فيه، وأن الشيطان وحده هو الذي يدعو إلى ذلك ويسهل فيه.

  وبعد، فإنا لم نر في القرآن أي تساهل أو تخفيف عن مرتكب الكبائر، والذي رأيناه هو المقت من الله واللعن والوعيد الشديد لمن يرتكب الكبيرة ولم يستثن الله تعالى من ذلك إلا التائبين.