مسائل الخلاف بين المذاهب الإسلامية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[المقاولات بين الفريقين في هذه المسألة]

صفحة 116 - الجزء 1

  أهل السنة:

  الشفاعة فضيلة للنبي ÷ وخصيصة من خصائصه فضله الله تعالى بها على سائر الأنبياء، وهي المقام المحمود الذي وعده الله تعالى في قوله تعالى: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا ٧٩}⁣[الإسراء].

  وفي الحديث الصحيح: «فضلت على سائر الأنبياء .... إلى قوله: وأعطيت الشفاعة»، وحينئذ فلو لم تكن إلا للمؤمنين التائبين لم يظهر لها كبير فائدة، ولم يظهر بها للنبي ÷ كثير فضل، فمن هنا قلنا: إنها لأهل الكبائر تحقيقاً لمزيد فضل النبي ÷ وبياناً لمزيَّته وكرامته على سائر الأنبياء.

  العدلية:

  فضيلة الشفاعة تظهر يوم القيامة حين يشفع ÷ للمؤمنين التائبين فيزيدهم الله تعالى بشفاعته كرامة إلى كرامتهم، ومنازل إلى منازلهم ودرجات إلى درجاتهم.

  وفضيلته ÷ تظهر حين يشفع إلى الله فيُشَفَّع ويقال فيسمع، وهذا في حين أن الشفاعة لأهل الكبائر المصرين غير التائبين نقيصة يجب تنزيه النبي ÷ عنها وليست بفضيلة، وحينئذ فليس لهم من شفاعته ÷ حظ ولا نصيب، وإنما سيقول ÷ كما جاء في الأحاديث الصحيحة: «فأقول سحقاً سحقاً».