مسائل الخلاف بين المذاهب الإسلامية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

الخلافة

صفحة 118 - الجزء 1

  خلاف ولا اختلاف، ولأذعنوا من غير تردد. والقول بأنهم كتموه بغضاً وحسداً - افتراء وطعن في الصحابة، بل في النبي ÷، بل في الكتاب الناطق بالثناء على الصحابة.

  الشيعة:

  النص على خلافة علي # ظاهر مشهور بين المسلمين من الصحابة ومن بعدهم، وأفراد الصحابة ليسوا بمعصومين، وقد تجري الأمور على غير ما يريد أكثر الصحابة، ومن هنا قال عمر كما في الحديث المشهور المروي في الصحاح: (إن بيعة أبي بكر كانت فلتة وقى الله شرها)، يعني أن بيعة أبي بكر كانت عن غير مشورة ولا رضا ولا إجماع، ولم يشعر بها أكثر الصحابة إلا بعدما وقعت، فلم يمكنهم إلا الاستسلام للواقع والرضا به، وبيعة عمر كانت بالوصية من أبي بكر فلم يكن للصحابة فيها أي رأي، وبيعة عثمان كانت أيضاً بالوصية.

  وحينئذ فلا يصح الاستدلال على عدم النص بفعل الصحابة؛ لأن الصحابة لم يكن لهم أي دور ولا فعل في شيء مما حدث، ولم يمكنهم أن يتكلموا ولا أن يعترضوا.

  ومعرفتهم بالنص على علي # كانت حبيسة في صدورهم لم يمكنهم أن يعلنوا بها؛ لما يرون في ذلك من حصول النزاع والخلاف، والقتل والقتال.