مسائل الخلاف بين المذاهب الإسلامية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[المقاولات بين الفريقين في هذه المسألة]

صفحة 121 - الجزء 1

  الحالة الأليمة وصلى هو بالناس؛ لأنه ÷ حكيم لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى، ومن كان كذلك فإنه لا يأمر بشيء، ثم يكر عليه بالإبطال.

  ولو سلمنا لكم على سبيل الفرض وقلنا: إن النبي ÷ هو الذي أمر بتقديمه؛ فإن في خروج النبي ÷ وعزله لأبي بكر من الصلاة بالناس - دليلاً واضحاً على إبطال أمره ونسخه وإلغائه، وهذا مع أن الحديث من الأحاديث الآحادية.

  أما الحديث الثاني: فهو حديث آحادي اختص بروايته بعض المحدثين من أهل السنة، والأحاديث الآحادية لا تفيد شيئاً في هذا الباب.

  مع أنه حديث تعارضه الروايات التأريخية لمرض النبي ÷ فإنها مع كثرتها وتوسعها في ذكر أحداث تلك الفترة لم تذكر هذا الحديث، بل إن الذي صح عن النبي ÷ في مرضه أنه قال: «ائتوني بقلم ودواة أكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعده» فقال عمر: إن رسول الله يهجر، أكتاباً غير كتاب الله يريد؟ فحالوا بين رسول الله ÷ وبين ما يريد. روى هذه الرواية البخاري في صحيحه في عدة مواضع، وذكرها المؤرخون لمرض موت النبي ÷.