ذكر الحجج على إمامة أبي بكر
  واحتجوا أيضاً بحديث الثقلين وهو قوله ÷: «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبداً: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض» أجمع على صحة هذا الحديث السنة والشيعة.
  فيدل هذا الحديث دلالة واضحة لا تقبل الشك والتشكيك أن النبي ÷ قد ترك شيئين اثنين لسد الفراغ الذي سيعقب موته، وحث على التمسك بهما والاهتداء بهديهما، وأنهم لن يضلوا ما تمسكوا بهما، وعلي # هو سيد أهل بيت النبي ÷.
  فقد تضمن هذا الحديث النص على الخليفة من بعد النبي ÷.
  أهل السنة:
  الحديث صحيح بلا شك، غير أن السلف الصالح من الصحابة والتابعين لم يعولوا عليه ولم ينظروا فيه، وهم الأسوة والقدوة، وعولوا على الحديث الآخر الذي يقول: «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا: كتاب الله وسنتي» أو كما قال.
  ومن السرف والخبال التهجم على السلف الصالح، ورميهم بالضلال عن طريق الصواب مع ما أثنى عليهم الله ورسوله ÷، فمن هنا نقول:
  إنما أراد النبي ÷ بحديث الثقلين التوصية بمحبة أهل بيته ÷ لا تنصيبهم في منصة الخلافة، وإنما قلنا هذا حفاظاً