ذكر الحجج على إمامة أبي بكر
  وقد أخطأ أهل السنة خطأً بعيداً حين ضللوا الشيعة في هذا الباب، وذلك أن الشيعة لم يزيدوا فيما ذكروا على الإيمان بالنصوص الصحيحة التي أجمع أهل السنة والشيعة على صحتها، وعلى تخطئة الذين خالفوها، ثم ذكر الحقائق التأريخية الصحيحة من سيرة الصحابة من بعد النبي ÷، وصنيعهم هذا هو عين الحق ومحض الإنصاف.
  أهل السنة:
  الواجب هو الإغماض عما جرى بين الصحابة من الخلاف والنزاع والشقاق والقتال، وكذلك عما جرى من آحادهم، فقد ذكر العلماء لذلك محامل وتأويلات تليق بجلالهم؛ لأنهم محفوظون عما يوجب التضليل والتفسيق، وهذا هو الواجب الذي يحتمه حسن الظن بأصحاب رسول الله ÷.
  الشيعة:
  هذا المذهب هو مذهب مُحدَث، لم تعرفه الصحابة، وذلك أن من الحقائق التأريخية المسلَّمة أن الصحابة كانوا بخلاف ذلك، فقد كان يقتل بعضهم بعضاً، ويلعن بعضهم بعضاً، ويذم بعضهم بعضاً، وهم السلف الصالح للمسلمين؛ فما كان ينبغي لكم يا معشر أهل السنة أن تضللوا الشيعة في اهتدائهم بهدي سلفهم الصالح من الصحابة، وليس من الإنصاف أن تحتموا عليهم تقليد سلفكم الذين تهتدون بهديهم.