مسائل الخلاف بين المذاهب الإسلامية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

ذكر الحجج على إمامة أبي بكر

صفحة 145 - الجزء 1

  فإنهم قد نظروا لأنفسهم فاختاروا بعد التحري والاجتهاد في النظر أن يهتدوا في دينهم بعلي والحسن والحسين $ وبشيعتهم الأبرار، مثل الصحابي الكبير عمار بن ياسر وأبي ذر الغفاري وأشباههم رضوان الله عليهم.

  ولم يكن اختيارهم هذا عن الهوى والتشهي، وإنما ساقتهم إليه الدلالات المتكاثرة والحجج الصحيحة، مثل قول النبي ÷ المشهور الذي رواه السنة والشيعة وهو في صحيح البخاري وغيره: «ما لهم ولعمار، يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار، ويح عمار تقتله الفئة الباغية».

  وقد أجمع المسلمون من أهل السنة والشيعة أن علي بن أبي طالب # كان هو الخليفة الراشد، وأن المحاربين له الخارجين عن طاعته، كمعاوية وعمرو بن العاص وأتباعهما، وطلحة والزبير وأهل الجمل كانوا بغاة وناكثين.

  وهذا مع ما صحت به الرواية المتواترة عن النبي ÷ أنه قال في حديث الغدير المشهور وهو يخاطب جماهير الصحابة بعد قفولهم من حجة الوداع في مكان يسمى (غدير خم): «ألست أولى بكم من أنفسكم؟» قالوا: بلى يا رسول الله، قال: «فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وانصر من نصره واخذل من خذله».