[المقاولات بين الفريقين في إمامة الحسنين ومن بعدهما]
  عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً» وعند ذلك نزل قوله تعالى {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ٣٣}[الأحزاب].
  وقد كانت أرادت أم سلمة أن تدخل معهم تحت الكساء حين سمعت قول النبي ÷ فردها النبي ÷، فقالت: ألست من أهل بيتك؟ فقال ÷: «أنت من أزواج النبي».
  ذكر ذلك محدثو أهل السنة والجماعة، وكذلك محدثو الشيعة.
  فعين النبي ÷ أهل بيته بهذا الحديث أوضح تعيين، وميزهم أكمل تمييز {لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ}[الأنفال: ٤٢].
  أضافت الشيعة:
  ودليل آخر عام هو أن للحسنين @ دون غيرهما فضائل لا يشاركهما فيها مشارك هي: فضيلة القرابة من النبي ÷ فهما ابنا ابنته فاطمة الزهراء سلام الله عليها، وقد جعلهما الله تعالى بنص آية المباهلة ابنين للنبي ÷، ومع ذلك فلم تفتهما فضيلة الصحبة للنبي ÷، فلهما حينئذ فضيلة الصحابة والقرابة (البنوة).
  ثم فضيلة المحبة، فكان النبي ÷ يحبهما كأشد حب الوالد لولده، وكان ÷ يقول: «هما ريحانتاي من الدنيا»، وقد ذكر محدثو أهل السنة من ذلك شيئاً كثيراً، وهو مشهور عندهم.