مسائل الخلاف بين المذاهب الإسلامية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[المقاولات بين الفريقين في إمامة الحسنين ومن بعدهما]

صفحة 150 - الجزء 1

  وقال لهما النبي ÷ ولأبيهما: «حربكم حربي وسلمكم سلمي».

  وقال ÷: «أهل بيتي كسفينة نوح من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق وهوى».

  وفيهما وأبيهما وأمهما نزل قوله تعالى: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}⁣[الشورى: ٢٣]، كما رواه أهل الصحاح منهم البخاري، وقد طفحت كتب المحدثين من أهل السنة وغيرهم بفضائلهما؛ فمن أراد المزيد فليرجع إليها، ولو لم يكن إلا ما أوجبه الله تعالى من الصلاة على آل محمد في فرائض الصلاة: «قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما صليت وباركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد».

  ومن المعلوم بين علماء المسلمين منذ عهد الصحابة أن الخلافة تستحق بزيادة الفضل، فمن كثرت فضائله وزادت على غيره فهو الأولى والأحق بالخلافة.

  وقد اجتمعت للحسنين @ فضائل كما أسلفنا، فهما حينئذ أحق بالخلافة من غيرهما، فمن أخذها من دونهما فقد أخذها بغير حق، وكان ظالماً، وقد قال سبحانه وتعالى: {وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ}⁣[الأنفال: ٧٥].