مسائل الخلاف بين المذاهب الإسلامية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

منصب الخلافة

صفحة 154 - الجزء 1

  الشيعة:

  لا تنعقد الإمامة بالقهر والتغلب ولا سيما للفاسق أو الجاهل، وإنما تنعقد بالنص في المنصوص عليهم أو بالدعوة والبيعة من أهل الحل والعقد.

  قلت: وكأن أهل السنة في هذا الباب أعني باب الخلافة يتعصبون للأمر الواقع وينتصرون له، وينتحلون له الشبه والأدلة، ويقومونه بقدر ما يستطيعون من التزويق والترويج، ويغضون أبصارهم عما خالف ذلك من أدلة الكتاب وصحيح السنة، فإذا جودلوا بها تأولوا وتعسفوا وأزبدوا وأرعدوا.

  ومن تعصبهم هذا ما قالوه وحكموا به من صحة خلافة الفاسق المتغلب الذي قهر الناس بسيفه وسلطان قوته على بيعته والدخول تحت خلافته.

  والقرآن يقول فيما حكى عن إبراهيم #: {قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ١٢٤}⁣[البقرة]، فحكم الله تعالى أنه ليس للظالمين في عهد الإمامة حظ ولا نصيب.

  وقال الله سبحانه وتعالى: {وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا ٥١}⁣[الكهف]، والمعلوم أن النبي ÷ هو خليفة الله في أرضه وفي عباده، يحكم بحكم الله ويعمل ما يرضيه، ويعلن الحق