مسائل الخلاف بين المذاهب الإسلامية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[المقدمة]

صفحة 18 - الجزء 1

  وقدرات متنوعة، فبواسطة العقل استطاع الإنسان أن يخوض البحار، ويغزو الفضاء، وأن يستخرج كنوز الأرض، وبواسطته سخر الإنسان خيرات الأرض لمنافع المواصلات والنقل، وفي مجال الصحة والاقتصاد والصناعة و ... إلخ.

  وبواسطة العقل يتوصل الإنسان إلى كسب المعارف والعلوم، وبه يهتدي إلى أسباب السلامة والأمن، ويتجنب سبل المهالك والمخاوف.

  وللعقل قوة إدراك تنفذ إلى ما وراء المحسوس عن طريق مقدمات فكرية يركبها العقل، أو عن طريق التمثيل (القياس)، أو طريق الاستقراء، أو ... إلى آخر ما يذكر من الطرق الفكرية في علم المنطق.

  وأحكام العقل من أوثق الأحكام عند العقلاء وأصحها - إن لم نقل إنها أصح الأحكام وأوثقها -، وذلك أمر مفروغ منه عندهم، ودليله الوجدان.

  إلا أن هناك خلافاً بعد هذا الوفاق بين أعظم فرقتين من المسلمين هما: أهل السنة والجماعة بجميع طوائفهم، وبين العدلية الذين هم: الزيدية وسائر فرق الشيعة والمعتزلة.

  فقال أهل السنة والجماعة كما في (شرح المقاصد) و (المطالب العالية): إن العقل لا يدرك حسن الفعل ولا قبحه، وإنه لا وثوق بحكمه في هذا الباب.