مسائل الخلاف بين المذاهب الإسلامية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

لا قبيح من الله تعالى

صفحة 27 - الجزء 1

  وإن كان حصول الداعي لا لشيء كان حصول الفعل اتفاقياً، والأفعال الاتفاقية لا توصف بحسن ولا قبح بالاتفاق.

  وقالت العدلية: إن الله سبحانه وتعالى بريء عن معاصي العباد، لم يفعلها، ولم يخلقها، ولم يردها، ولم يشأها، وإن العباد هم فعلوها بإراداتهم ومشيئاتهم، وإن الله تعالى لم يكلف عباده إلا بما يطيقونه من الأعمال، وبما يقدرون عليه من الطاعات، وبما يمكنهم تركه من المعاصي.

  وقالوا في الرد على أهل السنة:

  ١ - إن تكليف ما لا يطاق قبيح يجب تنزيه الله تعالى عنه، فالله تعالى غني ليست له حاجة إلى أن يكلف عباده بما لا يطيقونه ولا يدخل تحت قدراتهم، ثم يعذبهم في جهنم خالدين.

  ٢ - قد سمى تعالى نفسه بأنه عدل حكيم، وتمدح تعالى بذلك، ولو كان الأمر كما يقوله أهل السنة لصار تمدحه بذلك خالياً عن أي مصداقية.

  ٣ - تمدح تعالى بأنه لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها، وأنزل في ذلك قرآناً يتلى إلى يوم القيامة، ومفهوم الظلم معروف في لغة العرب، ولا ظلم أقسى من الخلود في عذاب جهنم بغير ذنب.