لا قبيح من الله تعالى
  ٤ - تمدح سبحانه وتعالى بنفي تكليف ما لا يطاق فقال سبحانه: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا}[البقرة: ٢٨٦]، {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا}[الطلاق: ٧].
  ٥ - قال تعالى: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ}[البقرة: ١٨٥]، ولا عسر أعسر من تكليف ما لا يطاق.
  ٦ - وقال سبحانه: {يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ}[النساء: ٢٨]، وأي تخفيف مع تكليف ما لا يطاق، ثم الخلود في النار.
  ٧ - أما إخبار الله تعالى عن قوم بأنهم لا يؤمنون فإن خبره تعالى بذلك لا يدل على أنهم لا يستطيعون الإيمان ولا يقدرون عليه، وإنما يدل خبره تعالى على أنهم متعنتون ومتكبرون، وعلى أنه قد بلغ بهم العناد إلى حد كبير لا يتوقع معه أن يؤمنوا؛ فأخبر الله تعالى لعلمه بمصائر الأمور وعواقبها عما يصير إليه أمرهم وعاقبتهم، وخبر الله تعالى عن ذلك ليس معناه أنه لا قدرة لهم على الإيمان.
  ٨ - قال تعالى: {وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ}[الكهف: ٢٩]، وفي هذه الآية دليل واضح على أن للمكلفين مشيئة واختياراً واستطاعة لفعل الإيمان، وفعل الكفر.