مسائل الخلاف بين المذاهب الإسلامية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

لا قبيح من الله تعالى

صفحة 29 - الجزء 1

  قال أهل السنة: إن الله سبحانه وتعالى يأمر بما لا يريد، وينهى عما يريد، وذلك لأمور:

  ١ - لأنه لو أراد الإيمان من الكافر لحصل الإيمان قطعاً.

  ٢ - ولو أراد الإيمان ولم يحصل مراده لكان عاجزاً.

  ٣ - للاتفاق على أن ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن.

  أجابت العدلية:

  بأن الله سبحانه وتعالى لا يأمر إلا بما يريد، ولا ينهى إلا عما لا يريد، وذلك لأمور:

  ١ - لأن ذلك من مقتضيات العلم والحكمة، ولا شك أن الله تعالى عليم حكيم.

  ٢ - إرادة الله تعالى لها معنيان:

  أولهما: إرادته تعالى لفعل نفسه، وهنا لا بد من حصول المراد {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ٨٢}⁣[يس].

  وثانيهما: إرادته لأفعال عباده العبادية كالإيمان وهنا قد يحصل مراده وقد لا يحصل، وذلك أن الله تعالى قد جعل للمكلفين حرية الاختيار، {وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ}⁣[الكهف: ٢٩].

  ٣ - لا يكون الله تعالى عاجزاً ولا مغلوباً إلا لو أنه تعالى أراد من عباده أن يطيعوه على أي حال طوعاً أو كرهاً، غير أنه