مسائل الخلاف بين المذاهب الإسلامية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

لا قبيح من الله تعالى

صفحة 30 - الجزء 1

  سبحانه وتعالى لم يرد منهم ذلك لقوله تعالى: {وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ}.

  ٤ - لا ينبغي لجلال الله تعالى أن يريد القبائح؛ لأن إرادة القبائح ومشيئتها رذيلة ومنقصة قبيحة يجب تنزيه الله تعالى عن مثلها.

  ٥ - قولهم: ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن - هو قول صحيح غير أن معناه ليس كما يتوهمون، بل معناه الصحيح هو: أن ما يريده الله تعالى من خلق أو تكوين فإنه يكون لا محالة، وما لم يشأ من ذلك فإنه لا يحصل.

  أما أفعال عباده فليست من مضمون تلك العبارة، ولم تدخل تحت مفهومها؛ لأن الله سبحانه وتعالى قد بنى أمر تكليف العباد على اختيارهم {فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ}.

  احتج أهل السنة:

  ١ - بقوله تعالى: {يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ}⁣[فاطر: ٨]، ونحوها من الآيات.

  ٢ - وبقوله تعالى: {وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا}⁣[السجدة: ١٣].

  ٣ - وبقوله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا}⁣[يونس: ٩٩]، ونحو ذلك من آيات القرآن.