لا قبيح من الله تعالى
  أجابت العدلية فقالت:
  ١ - إنه اشتبه على أهل السنة معاني هذه الآيات، والمعنى الصحيح للآية الأولى ونحوها هو: أن الله سبحانه وتعالى يحكم بالضلال على من يشاء ويسميه ضالاً، ويحكم بالهدى على من يشاء ويسميه مهتدياً.
  والدليل على صحة هذا التفسير: قوله تعالى في آية البقرة: {يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ ٢٦ الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ ...} الآية.
  ولو ذهبنا نفسر الآية على ما يتوهمه أهل السنة من أن الله تعالى هو الذي يدخل الكافرين في الضلال والكفر، ويدخل الفاسقين في الفسوق إدخالاً لا اختيار لهم فيه، ولا حيلة لهم في دفعه - لصاحت في وجوهنا أسماء الله الحسنى: الرحمن الرحيم الرؤوف البر الحكيم الغني الحميد المجيد، ولكنا بذلك قد عطلنا هذه الأسماء الحسنى عما تحمله من المعاني العظيمة، ولأخرجنا الباري عز وعلا من جلال الربوبية وسعة رحمتها إلى السمات الشيطانية وخستها؛ لأن الشيطان كما وصفه الله في القرآن هو الذي يريد أن يضل الناس ضلالاً بعيداً، وهو القائل كما حكى الله عنه: {وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ ...} الآية [النساء: ١١٩].