مسائل الخلاف بين المذاهب الإسلامية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

لا قبيح من الله تعالى

صفحة 32 - الجزء 1

  ٢ - أما قوله تعالى: {وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا}⁣[السجدة: ١٣]، فالمعنى الصحيح المتوافق مع عدل الله وسعة رحمته: أن الله سبحانه وتعالى لو شاء وأراد أن يدخل الناس جميعاً في الهدى إدخالاً ويرغمهم على ذلك إرغاماً لفعل ذلك، ولكانوا مهتدين جميعاً، غير أنه تعالى أراد أن يكونوا مطلقي الاختيار والإرادة، {فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ}⁣[الكهف: ٢٩].

  ولو أن الله سلب العباد حرية الاختيار والإرادة لارتفع التكليف، ولم يحسن حينئذ من الله أن يبعث الرسل، ولا أن ينزل الكتب، ولما كان هناك وجه ولا سبب للحساب والجزاء.

  قال أهل السنة:

  الله سبحانه وتعالى هو رب العالمين، ولا يقبح منه قبيح ولا ظلم ولا إثم، فهو الذي يخلق الكافر، ويخلق فيه الكفر ويقيده به، ثم يعذبه في نار جهنم، وذلك منه تعالى عدل حسن، وذلك لأنه رب يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد {لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ ٢٣}⁣[الأنبياء].

  ومع ذلك فهو رحمن رحيم، عليم حكيم، رؤوف بالعباد، ولا حق للعبد أن يسأل أو يعترض على أفعال الله، فله أن يفعل ما