أفعال العباد
  أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ٤٠}[النحل]، ليس فيها دلالة البتة، و {أَضْحَكَ وَأَبْكَى ٤٣}[النجم]، و {يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ}[يونس] معناه: أن الله تعالى هو الذي أنعم على عباده وتفضل عليهم بخلق وإيجاد أسباب ذلك.
  و {كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ}[المجادلة: ٢٢] مجاز بالاتفاق، ودلالته محتملة، ولا يصح الاحتجاج بالمحتمل، و {مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ}[النحل: ٧٩] المراد: بما وفر للطائر من أسباب الطيران من الأجنحة والهواء.
  أما الأحاديث فهي من حديث الآحاد، ولا تفيد إن صحت إلا الظن، والمطلوب العلم.
  هذا، ولم يعول الرازي على الأدلة السمعية من الكتاب والسنة، واقتصر في الجواب على أنها متعارضة، واعتمد بدلاً عن ذلك على دليل الداعي، ودليل العلم الأزلي.
  استدلت العدلية بما يلي:
  ١ - كل أحد يجد من نفسه الفرق الواضح بين الحركات الاضطرارية كالارتعاش من المرض أو البرد، والحركات الاختيارية كالمشي على الأرض، وليس الفرق إلا أن إحداهما صادرة عن إرادته واختياره، والأخرى صادرة بغير اختياره وإرادته.