مسائل الخلاف بين المذاهب الإسلامية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

كسب الأشعرية (كسب الأشعري)

صفحة 43 - الجزء 1

  السنة، وعلى لسان السلف هم هؤلاء الفرق الثلاث: نفاته، وهم القدرية المجوسية المعارضون به للشريعة الذين قالوا: {لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا}⁣[الأنعام: ١٤٨]، وهم القدرية المشركية، والمخاصمون به للرب سبحانه، وهم أعداء الله وخصومه، وهم القدرية الإبليسية وشيخهم إبليس، وهو أول من احتج على الله بالقدر فقال: {بِمَا أَغْوَيْتَنِي}⁣[الحجر: ٣٩] ... إلخ.

  قلت: فأهل السنة والجماعة معترفون ببطلان مذهب المجبرة، ومتبرئون منه، ومشنعون على أهله، وحاكمون بضلالهم، ويسمونهم قدرية كما سمعت في كلام ابن تيمية، ومع ذلك فهم يدينون به ويعتقدونه.

  وتوضيح ذلك: أنهم أبطلوا مذهب المجبرة الذين يقولون: إن معاصي العباد وطاعاتهم من خلق الله تعالى وفعله بإرادته ومشيئته، ثم أبطلوا مذهب العدلية الذين يقولون: إن المعاصي والطاعات من فعل الإنسان وصنعه بإرادته ومشيئته واختياره؛ فلما أبطلوا هذين المذهبين وحكموا بفسادهما وبطلانهما أخذوهما وجمعوهما وخلطوهما وجعلوهما مذهباً لهم، وقالوا إنه هو المذهب الحق؛ فقالوا: إن المعاصي والطاعات من فعل العبد يفعلها بإرادته واختياره، والله تعالى هو الذي خلقها بإرادته ومشيئته.