مسائل الخلاف بين المذاهب الإسلامية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

كسب الأشعرية (كسب الأشعري)

صفحة 44 - الجزء 1

  هكذا يقولون، فإذا ذهبت تستوضح مذهبهم هذا وجدتهم يذهبون إلى أن الله تعالى هو وحده الخالق للمعاصي والطاعات بإرادته ومشيئته وقضائه وقدره، لا شريك له في ذلك.

  والعدلية يعلقون على ذلك ويقولون:

  ١ - إذا كان مذهب الجبر باطلاً ومذهب العدل باطلاً فكيف صح لكم يا معاشر أهل السنة أن تجمعوا بين شيئين باطلين، وتجعلوه حقاً فإن جمع الباطل إلى الباطل يكون باطلاً لا حقاً.

  ٢ - إذا كان مذهب الجبر باطلاً بإقراركم واعترافكم، فإنه يجب أن يكون مذهب العدلية حقاً، وذلك أنه لا يمكن أن تضل الأمة جميعاً عن الحق.

  قال أهل السنة:

  إنهم السواد الأعظم والجم الغفير، ومذهبهم هو المذهب المنتشر في جميع بلدان المسلمين، وبه دان السلف والخلف، ومضت عليه الأمة قرناً بعد قرن، وبذلك يكون مذهبهم هو المذهب الحق في كل ما ذهبوا إليه لقوله ÷: «لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من ناواهم حتى تقوم الساعة».

  وهذا في حين أن مذاهب الشيعة والمعتزلة وغيرهم من سائر المذاهب كلها مذاهب غير ظاهرة، وأهلها أقليات متضائلة لم تدن بها جماهير المسلمين من الأسلاف والأخلاف على ممر الزمان