مسائل الخلاف بين المذاهب الإسلامية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

كسب الأشعرية (كسب الأشعري)

صفحة 61 - الجزء 1

  وقالت العدلية: ليس مضمون الآية ما ذكرتم، بل مضمون الآية هو الشهادة من الله تعالى للشهداء بصدق العزيمة، وخلوص النية في المضي في طلب الشهادة، وأن المنافقين وإن تخلفوا في دورهم وبين أهليهم فإن هؤلاء المخلصين ماضون إلى محبوبهم من الشهادة.

  وليس في الآية أن الله تعالى هو الذي خلق مضيهم، وخلق قتلهم وأراده؛ لا إرادة لهم في ذلك ولا مشيئة، والتعبير بلفظ: (كتب) إنما هو تصوير لهذا المعنى وتوكيد له.

  - قوله تعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ ٥٥}⁣[التوبة]:

  قال أهل السنة: في هذه الآية دليل على أن الله تعالى يريد الكفر ويشاؤه.

  قالت العدلية: ليس في الآية دليل على أن الله تعالى هو الذي خلق الكفر والمعاصي، والذي في الآية أنه سبحانه وتعالى حين علم من المنافقين التمرد في النفاق والتوغل في الكفر والفساد أمدهم بكثرة الأموال، ويسر لهم أسباب الثروة التي من شأنها حصول الطغيان كما في قوله تعالى: {إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى ٦ أَنْ رَأَىهُ اسْتَغْنَى ٧}⁣[العلق]، فأعطاهم الله ذلك عقوبة لهم وفتنة يصدرون منها إلى النار بسوء اختيارهم وتمردهم من غير أن يكون لله تعالى في كفرهم إرادة ولا مشيئة، وهكذا سنة الله تعالى