مسائل الخلاف بين المذاهب الإسلامية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

كسب الأشعرية (كسب الأشعري)

صفحة 62 - الجزء 1

  في عباده، ألا تسمع إلى قوله تعالى: {فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ ٤٤}⁣[الأنعام].

  - قوله تعالى: {كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ ١٢ لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ}⁣[الحجر]:

  قال أهل السنة: في هذه الآية دليل على ما نقول به من أن المعاصي من فعل الله تعالى لا من فعل العبد.

  قالت العدلية: إن معنى الآية أن الله تعالى يدخل القرآن في قلوب المجرمين كما يدخله في قلوب المؤمنين فيؤمن به هؤلاء، ويكفر به أولئك، ولا تدل الآية على أكثر من هذا.

  - قوله تعالى: {وَلَا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ}⁣[هود: ٣٤]:

  قال أهل السنة: إن الله تعالى قد دل بهذه الآية على أنه سبحانه وتعالى يريد غواية عبيده وضلالهم كما نقوله نحن معاشر أهل السنة.

  قالت العدلية: إن الله تعالى لا يريد غواية عبيده بالمعنى الذي ذهبوا إليه، ولكنه سبحانه قد يريد غواية بعضهم بمعنى آخر هو عذابهم، وهذا هو أحد معاني الغواية، ومن هذا المعنى قوله تعالى: {فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا ٥٩}⁣[مريم]، أي: عذاباً.

  - قوله تعالى: {كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ١٢٢}⁣[الأنعام]، {زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ}⁣[الأنعام: ١٠٨]: