مسائل الخلاف بين المذاهب الإسلامية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

كسب الأشعرية (كسب الأشعري)

صفحة 63 - الجزء 1

  قال أهل السنة: في ذلك دليل على أن الله تعالى يريد الكفر ويشاؤه، وإلا لما زينه في قلوب الكافرين.

  قالت العدلية: ليس في الآية الأولى دليل على أن الله تعالى هو الذي زين للكافرين أعمالهم؛ لأن الفعل فيها مبني للمفعول، وقد ذكر الله تعالى في آية أخرى أن الشيطان هو المزين لهم أعمالهم، {وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ٤٣}⁣[الأنعام]، {الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ ٢٥}⁣[محمد]، {وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلَادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ}⁣[الأنعام: ١٣٧].

  أما الآية الثانية وهي: {زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ} فمعناها أن الله تعالى زين لكل أمة على ألسنة رسلها أعمال البر والهدى والإيمان والعمل الصالح، أما المعاصي فقد نهى عنها على ألسنة الرسل وحذر منها وقبحها ومقتها و ... إلخ.

  لم يعتمد الفخر الرازي في الرد على العدلية وعلى إثبات مذهب أهل السنة بالأدلة القرآنية بل اقتصر في الجواب على أن الأدلة السمعية متعارضة، وعمدته في ذلك دليل الداعي الموجب، ودليل العلم الأزلي، ولذا نقل عن بعض أذكياء المعتزلة أنه كان يقول: (هما العدوان للاعتزال، وإلا فقد تم الدست)⁣(⁣١).


(١) شرح المقاصد.