مسائل الخلاف بين المذاهب الإسلامية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

التوحيد

صفحة 66 - الجزء 1

  ١٦ - حديث يروونه عند تفسير قوله تعالى: {وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ}⁣[الزمر: ٦٧]، إلى غير ذلك من الأحاديث وهي كثيرة، وقد جئنا هنا بنماذج من أدلتهم.

  الجواب على الحنابلة:

  من أول من أجاب عليهم ورد شبهاتهم - إخوانهم من أهل السنة والجماعة (الأشعرية) وخطَّئوهم ونسبوهم إلى البلاهة وشدة البلادة، وأجاب عليهم أيضاً المعتزلة والزيدية والإمامية وغيرهم.

  وسنأخذ مما قالوا ما يتبين به المقصود فنقول:

  ١ - قوله تعالى: {وَجَاءَ رَبُّكَ}⁣[الفجر: ٢٢]، وما أشبهها من الآيات، إن المعنى: وجاء ربك بوعده ووعيده وحسابه و ... إلخ، أما مجيء الله تعالى بذاته فإنه مستحيل غير ممكن، وذلك أن المجيء من صفات الأجسام وخصائصها، وقد نفى الله تعالى عن نفسه كل ذلك فقال سبحانه: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}⁣[الشورى: ١١].

  ويدل على صحة هذا التفسير قوله تعالى: {فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ}⁣[الحشر: ٢]، والمعلوم أنه لم يأت إلا وعيده وتعالى بالجلاء والتخريب والذلة.

  وقوله تعالى: {فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ