التوحيد
  ١٦ - حديث يروونه عند تفسير قوله تعالى: {وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ}[الزمر: ٦٧]، إلى غير ذلك من الأحاديث وهي كثيرة، وقد جئنا هنا بنماذج من أدلتهم.
  الجواب على الحنابلة:
  من أول من أجاب عليهم ورد شبهاتهم - إخوانهم من أهل السنة والجماعة (الأشعرية) وخطَّئوهم ونسبوهم إلى البلاهة وشدة البلادة، وأجاب عليهم أيضاً المعتزلة والزيدية والإمامية وغيرهم.
  وسنأخذ مما قالوا ما يتبين به المقصود فنقول:
  ١ - قوله تعالى: {وَجَاءَ رَبُّكَ}[الفجر: ٢٢]، وما أشبهها من الآيات، إن المعنى: وجاء ربك بوعده ووعيده وحسابه و ... إلخ، أما مجيء الله تعالى بذاته فإنه مستحيل غير ممكن، وذلك أن المجيء من صفات الأجسام وخصائصها، وقد نفى الله تعالى عن نفسه كل ذلك فقال سبحانه: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}[الشورى: ١١].
  ويدل على صحة هذا التفسير قوله تعالى: {فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ}[الحشر: ٢]، والمعلوم أنه لم يأت إلا وعيده وتعالى بالجلاء والتخريب والذلة.
  وقوله تعالى: {فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ