مسائل الخلاف بين المذاهب الإسلامية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

التوحيد

صفحة 67 - الجزء 1

  السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ}⁣[النحل: ٢٦]، والمعلوم أن الذي أتاهم إنما هو عذابه وعقابه.

  وبعد، فإنه لا يحتاج إلى المجيء والنزول ونحو ذلك إلا الأجسام أما الباري ø فلا يحتاج إلى ذلك {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ٨٢}⁣[يس].

  ٢ - قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ٥}⁣[طه]، هذه الآية تمدح الله تعالى بها فقال: {تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَوَاتِ الْعُلَا ٤ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ٥ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى ٦ وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى ٧ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى ٨}⁣[طه]، فإذا فسرناها بأنه جل وعز استقر على السرير وجلس عليه لم يكن فيها أي مدح ولا ثناء على الله تعالى، وهذا بالإضافة إلى أن الاستقرار في مكان من صفات المحدثات، والله تعالى ليس بمحدث.

  والمعنى الصحيح للآية أن الله تعالى استولى على الملك كله، وسيطر بسلطانه على جميع مخلوقاته، وأحاطت قدرته بكل ذلك.

  وبعد، فمثل هذا التعبير شائع في لغة العرب، وما زلنا إلى اليوم نسمع ما يشاكله؛ فمن ذلك ما نسمع في تهاني الملوك: نهنئكم باستوائكم على عرش المملكة الفلانية، أو نحو تلك العبارة.